کد مطلب:240929 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:133

الانیس الرفیق و الوالد الشفیق و الأخ الشقیق
فی روایة الكلینی عن الإمام الرضا علیه السلام الواردة فی بیان خصائص الإمامة و الإمام قال فیها:

«الإمام الأنیس الرفیق، والوالد الشفیق، و الأخ الشقیق...» [1] .

إن ظاهرة الأنس و الرفق و الشفقة و الإخاء فی الإمام المفترض الطاعة لاتقاس إلی ذویها من الناس لأنها لم تبن علی صرح الغرائز العاطفیة البشریة الزائلة بل حبه للعباد حب الله عزوجل و رحمته لهم رحمة الله و لاترمی من ورائها الأغراض المادیة كما هی فی غیر فإن الأنس و الرفق بین الرفقة المتئآنسین ناش عن أمر زائل یزول بزواله و كذا الوالد فی حب ولده المطبوع علیه و الأخ للأخ عن اطبع الذی جعله الله فی البشر الأمر أهم و هو الاستدلال به علی محبة الله الذاتیة غیر المعلولة عن العلل الزائلة.

و لعل توصیف الإمام بهذه الخصال من دون ذكر أداة التشبیه إشارة إلی أنه توصیف حقیقی باق ببقاء الحقیقة الذاتیة المطلقة و أین هذا من حب الوالدین للولد و الأخ للأخ و الرفیق للرفیق الذی یضمحل لامحالة قال تعالی: «یوم یفر المرء من أخیه - و أمه و أبیه - و صحبته و بنیه - لكل امری ء منهم یومئذ شأن یغنیه» [2] .

و الإمام المعصوم علیه السلام هو الشفیق فی الدنیا و الآخرة یلم تزل شفقته بزوال الدنیا كما تزول من غیره، و فی الدنیا یضحون بأنفسهم فی سبیل الله لیستقذوا العباد من حیرة الضلالة و فی الآخرة یشفعون لهم «و لایشفعون إلا لمن ارتضی»، [3] و فی الدنیا یحزنون لما یصیب المؤمنین و فی مقدمتهم النبی الأمین قال تعالی: «لقد جاء كم رسول من أنفسكم عزیز علیه ما عنتم حریص علیكم بالمؤمنین رؤف رحیم»، [4] بل للعالم كله قال عزوجل: «و ما أرسلناك إلا رحمة للعلمین»، [5] و أهل بیته هم شجرة النبوة



[ صفحه 165]



و موضع الرسالة و معدن الرحمة، و نقول ذلك فی المؤمنین إذا أخلصوا حبهم لله عزوجل فإن الحب الخالص ورقة من تلك الشجرة الطیبة التی تؤتی أكلها كل حین بإذن ربها فما ظنك بأئمة المؤمنین و الشفاعة من ورائنا إن نحن سرنا علی منهجهم و لم نمل عنهم قید شعرة إن شاء الله تعالی.



[ صفحه 166]




[1] أصول الكافي 200:1.

[2] عبس: 37 - 34.

[3] الأنبياء: 28.

[4] التوبة: 128.

[5] الأنبياء: 107.